Monday, September 9, 2013

الحجاب: الحوار اللامنتهي



بقي لي كتير اوي ما باكتبش ، لعدة اسباب النكد اللي في البلد اللي زاد و طفح الي جانب النكد الشخصي اللي بيطاردني في كل زاوية. بس اللي خلاني اكتب المرة دي هو حالة الضجر اللي حاسة بها تجاه موضوع معين ، بقي ممل و اتكرر و بقي ما فيهوش اي جديد حتي لو كان متصدر اهتمامات ناس كتير .
الموضوع دة هو الحجاب ، انا عمري ما كتبت عليه بالعربي ، كتبت عن رأيي في فرضه او منعه و عن تجربتي الشخصية في نزعه من سنتين و نص تقريبا . يمكن ما كتبتش بالعربي عشان كنت عايزة اقدم رؤية لنسوية اسلامية بقطاع اكبر من القراء و لسبب اخر مش ها اخفيه اني كنت عارفة اني ها افتح باب لمشكلات اكبر لو خاطبت قراء عرب.
بس اللي خلاني اكتب تاني هو اني شايفة اني مهم اني اسجل تجربة السنتين و نص اللي فاتوا و ردود الافعال اللي واجهتها عشان قلعت الحجاب و كمان لاني قريت مقالات لكاتبات جزائريات بيحللوا فيها ازمة منع الحجاب في فرنسا بقانون الرموز الدينيةعام 2004 و اللي اضافت ليا ابعاد جديدة للظاهرة دي و اهمهم  مقالة كريمة بنون .
في البداية موضوع الحجاب بيتقاطع مع موضوعات اخري زي سلطة الدولة في تنظيم الحياة الخاصة للمواطنين و الحرية الشخصية و اثر المجتمع و العائلة علي قرارات النساء  و جنسانيتهن و اثر جماعات الاسلام السياسي علي خيارات المسلمين. في الاول كنت شايفة اننا بنتحجب زي كل البنات اللي في سننا و ازاي البنت بتفرح انها اتنقلت من الطفلة الي انثي جميلة بتغطي نفسها عن العيون . بس بعد كدة اكتشفت ان الحجاب بيطور بشكل ما الي شكل موازي للجمال ، من لبس اه طويل و واسع بس له مصممين و ماركات و بدل ما تعمل شعرها تعمل طرحة بالوان كتيرة و باشكال مختلفة . و من الضروري اننا ما ننكرش ان بنات كتير بيسعوا للقبول المجتمعي عن طريق الحجاب و بيقي الحجاب رخصة انها تتحرك و تعيش حياتها بشكل سلس .
ممكن تبقي المعادلة مختلفة في دول غربية ،  ها يدخل في المعادلة حقوق دينية و ثقافية لاقليات و اللي بيروجوا للحقوق دي بيقوا شايفين الدين بنظرة احادية متشددة و بيحولوا الاسلام من عقيدة بيختارها اتباعها الي هوية يدافعوا عنها و يعلموا بها الافراد حتي لو كانوا غير ممارسين. و الحجاب اثار مشكلات في دول اوربية كتيرة زي فرنسا و هولندا و بلجيكا و غالبا ما تتكرر الحجج من الدولة و في مواجهتها القوي الاسلامية و ناشطات حقوق النساء. و مش بس في اوربا كمان في الدول اللي بتفرض الحجاب زي ايران و السعودية . انا رافضة منع الحجاب بقرار و فرضه بقرار . و بين القرارات دي مسلمات كتير بيعانوا و بيمروا بتجارب متشابهة.
و عشان كدة  في وسط منع الحجاب او اجبار النساء علي ارتداء الحجاب ، تبقي الخبرات الشخصية هي الاهم و هي اللي بتوضح الضغوط اللي بتتعرض لها النساء سواء ارتدت الحجاب قسرا او بحريتها او نزعته قسرا او بحريتها.
انا ها اتكلم عن حكايتي اللي اكيد ها تتشابه مع ناس كتير، انا اتحجبت في هوجة عمرو خالد و كنت مثال البنت المثالية ، مهتمة بدراستي و ما ليش في اللعب . بس كمان  اتعلمت حاجات  مختلفة برة السياقات السائدة و و هي فكر النسوية الاسلامية اللي تعتبر مدرسة نقدية للفقه التقليدي الاسلامي . و  لما وصلت لنقطة حاسمة و قررت اني انهي سنيني اللي ارتدت فيها الحجاب، كلمت امي و انا مدركة اني ما اقدرش اخد قرار فردي و محتاجة اكسب دعم اقرب ناس ليا و كان الرد المتوقع اني اتغيرت و الغربة غيرتني و اني اصحابي غيروني من البنت المتدينة لبنت تانية غريبة عن فاطمة بتاعة زمان. الكلام دة كان في سنة 2008 و ساعتها تم ابتزازي عاطفيا بمرض امي و انها خايفة من رد فعل عائلتنا علي قراري . سكتت و فضلت ماشية و كان من اسخف اللحظات اللي عشتها لما اتكلم مع حد في ندوة و لا مؤتمر و يعرف اني نسوية اسلامية و يخبطني بالسؤال المعتاد انت ايه رأيك في الحجاب؟ و تبقي السخافة بقي اني اقول و اللهي مش شايفاه فرض، انا شايفة انه ثقافة و اخلص كلامي بس دة مش رأي الاغلبية بس الرأي اللي انا شايفة انه اقرب لقلبي و عقلي.
و فترة الرأي اللي مخالف للشكل دة ، كانت سخيفة و فضلت 3 سنين مفيش اي دافع قوي يطلعني من المأزق اللي انا فيه ، اني عايشة واقع مش مختاراه . بس جت الفرصة بقي ، الثورة ، ساعاتها حسيت ان في اي وقت ممكن قناص و لا اي حاجة تانية تموتني و انا منافقة ، بارضي امي و المجتمع و العيلة علي عكس اقتناعي الداخلي . و ساعتها افتكرت ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار. و قلعت الحجاب بعد الثورة ب 3 اشهر بعد 15 سنة من ارتداء الحجاب.
مش ها انكر اني كنت متوقعة الصدمة و حاولت امتص غضب اخواتي بس يمكن اقسي ما واجهته ان اسمع من احد افراد عيلتي عبارة شديدة القسوة و هي : لما قلعتي الحجاب تخيلنا انك ها تبوظي في كل حاجة تانية . افتراض ان كل مبادئي ممكن تتغير عشان قرار الحجاب كان غريب بالنسبة لي . لاني في الاول و في الاخر كنت باحاول اني اتسق مع نفسي .
دة غير ردود افعال صادمة من اصدقائي و افراد العيلة الممتدة تجاوزت النصيحة لتلقيح الكلام او التوبيخ . و من ناحية تانية تخيل ناس في دايرة معارفي اني انتقلت لدايرة جديدة و ان الحاجات اللي كنت مبتعدة عنها بقت متاحة ، احساسي بان كل حاجة بقيت باعملها او حتي ما باعملهاش بقيت محل تساؤل و كلام . فضلت مستغربة من المقاطعة و التوبيخ و الدعوات التي لا تنقطع بالهداية و الستر. و حتي بعد مرور سنتين و كان في ازمات بالنسبة لي لها علاقة بالوضع الجديد البس ازاي ، ايه المقبول و ايه اللي مش مقبول ، اسرح شعري ازاي ... و تفاصيل تانية كتير و مش ها اكدب لو قلت اني مع الحجاب كنت باوفر علي نفسي وجع دماغ كتير بس برضه علي الاقل اسمي عملت اللي حبيته و نفذت رغبتي . و مش ها انكر اني في ايام بافكر اني يمكن في مرحلة ما في حياتي ارجع البس حجاب اوي اي شكل من اشكال غطاء الرأس بس ساعتها ها يكون برغبة خالصة و دراسة مش بضغط من حد
حكايتي نمطية جدا زي بنات كتير ، مفيهاش شئ مش متوقع بس يمكن باكتبها عشان انا زهقت من ان الجانب الانساني للنساء مش محتفي به ، علي رغم ان في نساء بيعيشوا في دور البطلات اللي غلبوا الذكورية و التشدد . بين التجاهل و التبجيل لازم حكايات الستات تتحكي عشان يمكن بنت محتارة تلاقي دعم في اللي باقوله انا او غيري . 

و في الاخر قرار بمنع او بفرض الحجاب دايما ها يغير في حياة انسانة .....

1 comment:

Unknown said...

ياة يا فاطمة حكايتك تتشابهه فى كتير مع الى بمر به ما عدا إنى من بداية لبس للطرحة ماكنتش أصلا مقتنعة بها ولبستها عشان التعود و الأمر الواقع لكن ماكانش عندى الجرأة إنى أشيل الطرحة ومن وقت الثورة تقريبا تمنيت أنى أعمل الى مقتنعة به وما اقدرتش غير من فترة قصيرة وماماتى حسستنى إنى كفرت وأنا عارفة إنها خايفة من كلام الناس والشكل الأجتماعى وأنى ممكن ألبس اى حاجة وأعمل أى حاجة لدرجة إنى بقيت ألبس ايشارب صغير وببين نص شعرى وأنا تعبانة من التردد دة مش قادرة أعمل حاجة مش عايزاها ومقتنعة من جوايا إنها مش فرض بالمعنى الدينى ومش قادرة أعمل مشاكل مع مامتى كل يوم نفسى آخد القرار بقى !